
> محارة: مشروع إحياء إسنا التاريخية يحصد جائزة الآغا خان ويعيد رسم خريطة الاستثمار العقاري في صعيد مصر
القاهرة _ مصر
في إنجاز يعزز مكانة مصر على خريطة العمارة والتنمية المستدامة عالميًا، فاز مشروع إعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية بصعيد مصر بجائزة الآغا خان للعمارة 2025، في تتويج يعكس الدور المتنامي للمشاريع التراثية في تنشيط السوق العقاري والسياحي في المناطق التاريخية.
المشروع الذي نفذه المعماري المصري كريم إبراهيم نجح في تحويل إسنا من مدينة مغمورة تتركز حول معبد خنوم إلى مركز حضري مزدهر يجذب الزوار والمستثمرين على حد سواء. وتميز المشروع بدمج الرؤية الجمالية بالجدوى الاقتصادية، عبر استراتيجيات تنموية مستدامة تشمل ترميم مبانٍ تاريخية وتفعيل أسواق تراثية وإعادة توظيف مساحات عمرانية بطريقة تخلق فرص عمل وتحفّز النشاط التجاري والسياحي.
إعادة ترميم وكالة الجداوي التي تعود إلى القرن الثامن عشر وتطوير سوق القيسارية وبيت الضيافة الملكي شكّلت محورًا رئيسيًا في إعادة تعريف القيمة العقارية للمدينة. هذا التحول رفع من جاذبية المنطقة للاستثمارات السياحية والفندقية الصغيرة، وفتح الباب أمام مشروعات التطوير العقاري القائمة على الحفاظ المعماري.
كما ساهم المشروع في بناء قدرات أكثر من 400 شاب وشابة من أبناء المدينة ودعم 18 شركة محلية، مما عزز مفهوم الشراكة المجتمعية في التنمية العمرانية. وأدت مبادرات مثل “مطبخ النساء” و“ورشة النجارة النسائية” إلى خلق منظومة اقتصادية دائرية تدعم الأسر وتمنح بعدًا اجتماعيًا للاستثمار العقاري.
انعكست هذه الجهود على تنشيط حركة السياحة الثقافية في جنوب مصر، حيث ارتفع عدد الزوار بشكل ملحوظ، ما أدى إلى زيادة الطلب على خدمات الإقامة والمطاعم والمشروعات الصغيرة، وأعاد توجيه أنظار المستثمرين نحو إمكانات المدن التراثية في جذب رؤوس الأموال.
يعد مشروع إسنا نموذجًا رائدًا يجمع بين الحفاظ على الهوية المعمارية وتحقيق العائد الاقتصادي المستدام، مؤكداً أن الاستثمار في التراث يمكن أن يكون محفزًا قويًا للنمو العقاري والسياحي، ومصدر إلهام لمشروعات مماثلة في مدن مصر التاريخية.
Comments
No comments yet. Be the first to comment!