
الدوحة – مساحات
في عالم يشهد تغيرات اقتصادية متسارعة، تبرز منطقة الخليج العربي اليوم كأحد أهم المراكز الجاذبة للاستثمار والسياحة والابتكار العقاري في العالم.
ولفهم هذا التحول العميق، حاورت جريدة مساحات الاقتصادية إدريس دمرهان، المستثمر ومدير الأصول العقارية في المنطقة، على هامش مشاركته في معرض سيتي سكيب قطر، وهو أحد أبرز المعارض العقارية في المنطقة التي تجمع نخبة من المستثمرين والمطورين والخبراء في قطاع العقارات.
من خلال خبرته التي تجاوزت عشرين عاماً في الشرق الأوسط، يقدم دمرهان رؤية شاملة حول أسباب ازدهار السوق العقاري الخليجي، وكيف تحوّلت مدن مثل دبي والدوحة والرياض إلى وجهات عالمية للعيش والاستثمار.
عشرون عاماً من التحول.. الخليج يكتب قصة نجاحه
يقول إدريس دمرهان: \"أعيش في الشرق الأوسط منذ أكثر من عشرين عاماً، وشهدت خلال هذه الفترة تطوراً مذهلاً جعل من الخليج نموذجاً تنموياً يحتذى به. فقد تحولت دبي وأبوظبي والدوحة إلى مدن عصرية متكاملة قادرة على جذب المستثمرين والسياح من مختلف أنحاء العالم.\"
ويضيف: \"السنوات الأخيرة كانت استثنائية، خاصة بعد انفتاح السوق السعودي أمام المستثمرين الأجانب، وتعديل قوانين التملك التي سمحت للأجانب بشراء العقارات بأسمائهم. هذا القرار التاريخي فتح الباب أمام موجة جديدة من الاستثمارات الدولية.\"
الأمان وجودة الحياة.. أساس الجاذبية الاستثمارية
يرى دمرهان أن الأمان والاستقرار وجودة الحياة هي الركائز الأساسية التي جعلت من الخليج وجهة مفضلة للسكن والاستثمار، قائلاً:
\"من يعيش اليوم في دبي أو الدوحة أو الرياض يشعر أنه في بيئة عالمية من حيث التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية. هناك مدارس دولية، مستشفيات متقدمة، وبيئة مجتمعية آمنة. هذه العوامل كلها تعطي شعوراً بالاستقرار، وتجعل المقيمين يشعرون أنهم في وطنهم الثاني.\"
الاستثمار الذكي ينتقل من الغرب إلى الشرق
وحول الاتجاهات الجديدة في حركة رؤوس الأموال العالمية، أوضح دمرهان أن \"العالم الغربي يتجه نحو الشرق\"، مضيفاً:
\"نلاحظ اليوم أن عدداً كبيراً من المستثمرين من أوروبا، خاصة الأتراك المقيمين في بريطانيا وألمانيا وفرنسا، بدأوا بشراء العقارات في دبي وقطر. السبب واضح: هذه المنطقة تشهد نمواً اقتصادياً قوياً، واستقراراً سياسياً، وفرصاً استثمارية مجزية مقارنة بالأسواق الغربية التي تعاني من التباطؤ وارتفاع الضرائب.\"
النظام الضريبي في الخليج.. بيئة محفزة وآمنة
ويتابع دمرهان:
\"في أوروبا وتركيا، ارتفعت الضرائب بشكل كبير، سواء على الأفراد أو الشركات، بينما في دول الخليج هناك نظام ضريبي ميسر للغاية. فضرائب الشركات منخفضة أو رمزية، وضريبة القيمة المضافة محدودة مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي. وهذا ما يجعل المستثمرين يشعرون أن أموالهم في أمان، وأن بيئة الأعمال هنا مستقرة وشفافة.\"
كما أشار إلى أن الحوافز الحكومية في الإمارات وقطر والسعودية، إلى جانب الرؤية الاقتصادية الطموحة في كل دولة، ساهمت في بناء بيئة تشجع على الابتكار والنمو طويل الأمد.
القيادة والرؤية.. سر تفوق المنطقة
وختم إدريس دمرهان حديثه قائلاً:\" الفضل الأكبر في هذا النجاح يعود إلى القيادة والرؤية الطموحة التي تبنتها دول الخليج. فكل مشروع جديد في السعودية أو الإمارات أو قطر يُبنى على رؤية واضحة، وخطط مستقبلية دقيقة. اليوم، هذه الدول لا تنافس فقط على المستوى الإقليمي، بل تنافس عالمياً في جودة الحياة والاقتصاد والاستدامة.\"
ويضيف بابتسامة:\" من يعيش هنا يدرك أن المستقبل يُكتب في الخليج، وأن هذه المنطقة أصبحت القلب النابض للاقتصاد الحديث
Comments
No comments yet. Be the first to comment!