
أبوظبي _ الإمارات
شهد القطاع العقاري في كلٍ من دبي وأبوظبي أداءً غير مسبوق خلال الربع الثالث من عام 2025، محققًا صفقات تجاوزت قيمتها 194.3 مليار درهم (نحو 52.8 مليار دولار)، في تأكيد جديد على المكانة الراسخة لدولة الإمارات كأحد أكثر أسواق العقار جاذبية واستقرارًا على مستوى العالم.
ووفقًا لبيانات منصة Property Finder، قادت المبيعات على الخارطة (Off-plan) موجة النمو في السوق، مدعومة بارتفاع الطلب من المستثمرين الدوليين، وتحسن مستويات السيولة، وتنامي جاذبية المجتمعات المستدامة والتخطيط العمراني طويل الأمد، لا سيما في المشاريع الواقعة على الواجهات المائية والجزر الحديثة.
في أبوظبي، قفزت مبيعات العقارات بنسبة 76% على أساس سنوي لتصل إلى 7,154 صفقة بقيمة 25.3 مليار درهم، فيما ارتفعت قيمة المبيعات السكنية بنسبة 107%. وسجلت المشاريع الجديدة مثل جزيرة فهد التابعة لشركة \"الدار\" وجزيرة الحيدريات التابعة لـ\"مدن\" ما يقارب 30% من إجمالي مبيعات الوحدات السكنية على الخارطة، ما يعكس تحوّل الإمارة إلى وجهة رئيسية للمستثمرين الباحثين عن مشاريع فاخرة ومستدامة.
أما في دبي، فقد حقق السوق العقاري أعلى أداء فصلي في تاريخه، مع تسجيل 59,044 صفقة بقيمة 169 مليار درهم، بارتفاع سنوي قدره 19%. وتصدرت المبيعات على الخارطة المشهد بـ 82.9 مليار درهم، ما يعكس الإقبال القوي على المشاريع الجديدة في مناطق مثل بيزنس باي وجزر دبي والبرشاء، إلى جانب استمرار الطلب المرتفع في نخلة جميرا ومرسى دبي.
ويرى خبراء السوق أن هذا الأداء يعكس نضوج السوق العقاري الإماراتي وتحوّله إلى بيئة استثمارية تركز على الاستدامة والعائد طويل الأمد، مع استمرار تدفق رؤوس الأموال الأجنبية، وتوسع قاعدة المشترين من فئة الأفراد ذوي الثروات العالية.
وأكد شريف سليمان، المدير التنفيذي للإيرادات في \"Property Finder\"، أن النتائج القياسية تثبت أن الإمارات أصبحت ملاذًا آمنًا للاستثمار العقاري العالمي، موضحًا أن أبوظبي تواصل ترسيخ مكانتها عبر مشاريع تخطيطية مستدامة، بينما تقدم دبي نموذجًا متطورًا للسوق القائم على تنوع المنتجات العقارية وتوازن العرض والطلب.
ويُتوقع أن يشهد الربع الأخير من 2025 استمرار الزخم الاستثماري، مع استعداد السوق لاستقبال مشاريع جديدة في قطاعات الإسكان الفاخر والسكن المتوسط والمشاريع الساحلية، ما يعزز موقع الإمارات كأحد أبرز محركات النمو العقاري والاستثماري في المنطقة.
Comments
No comments yet. Be the first to comment!